حج أمير المؤمنين [هارون الرشيد] -عليه رحمة الله- قال:
ثم أتاني وخرجت مسرعًا،أقول له:
لو أرسلت إليَّ لأتيتك،قال:
ويحك قد حاك في نفسي شيء فانظر لي رجلاأسأله،قلت:
هاهنا [الفضيل بن عياض]قال:
امض بنا إليه،قال:
فأتينا،فإذا هو قائم يتلو آية من القرآن يرددها،قال:
فقرعت الباب فلم يرد،فقلت:
أجب أمير المؤمنين،قال:
فاستمر في قراءته،فقلت:
أما عليك طاعة،قال:
بلى، لكن ليس للمؤمن أن يذل نفسه،ثم نزل ففتح باب الدار، ثم ارتقى إلى غرفةمن الغرف، وأطفأ السراج، والتجأ إلى زاوية في بيته،قال:
فدخلنا فجعلنا نجول بأيدينا علَّنا نجده، فسبقت كف هارون إليه،فقال:
يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدًا من عذاب الله –عز وجل-! فقلت في نفسي:
ليكلمنه الليلة بكلام قوي من قلب تقي،قال:
خذ –رحمك الله- لمجيئنا إليك، وأعطاه مالا،فقال:
إن [عمر بن عبد العزيز] لما وليَ الخلافة دعا [سالم بن عبدالله]، [ومحمد بن كعب]، [ورجاء بن حيوة] فقال لهم:
إني قد ابتليت بهذا البلاء،فأشيروا عليَّ، فعدَّ الخلافة بلاء، وعددتها أنت نعمة، خذ مالك لا أريده، ثم واصل فقال:
قال له سالم: يعني قال سالم لعمر:
إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عنالدنيا، وليكن إفطارك منها الموت، وقال له محمد بن كعب:
إن أردت النجاة من عذابالله فليكن كبير المؤمنين لك أبًا، وأوسطهم أخًا، وأصغرهم ابنًا، ووقِّر أباك،وأكرم أخاك، واحنُ على ولدك.
وقال له رجاء:
إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إن شئت،وإني أقول لك يا أمير المؤمنين:
إني أخاف عليك أشد الخوف من يومتذلُّ فيه الأقدام، فهل معك -رحمك الله- من يشير عليك بمثل ذلك،فبكى هارون بكاءً شديدًا حتى غشي عليه،فقلت له:
ارفق بأمير المؤمنين،فقال:
يا ابن الربيع؛ تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا، إن النصح رفق، النصح رفق،أفاق الرشيد وقال:
زدني رحمك الله،فقال:
يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكا إليه،فكتب عمر عليه قائلا:
يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد، فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر فقال له عمر:
ما أقدمك؟ قال:
خلعت قلبي بكتابك، والله لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله -عز وجل-فبكى الرشيد بكاءً شديدًا،ثم قال:
زدني -رحمك الله- فقال:
يا حسن الوجه، أنت الذي سيسألك الله -عز وجل- عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقيَ هذا الوجه النار فافعل، وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك؛ فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أصبح لهم غاشًا لم يردرائحة الجنة"
ثم أتاني وخرجت مسرعًا،أقول له:
لو أرسلت إليَّ لأتيتك،قال:
ويحك قد حاك في نفسي شيء فانظر لي رجلاأسأله،قلت:
هاهنا [الفضيل بن عياض]قال:
امض بنا إليه،قال:
فأتينا،فإذا هو قائم يتلو آية من القرآن يرددها،قال:
فقرعت الباب فلم يرد،فقلت:
أجب أمير المؤمنين،قال:
فاستمر في قراءته،فقلت:
أما عليك طاعة،قال:
بلى، لكن ليس للمؤمن أن يذل نفسه،ثم نزل ففتح باب الدار، ثم ارتقى إلى غرفةمن الغرف، وأطفأ السراج، والتجأ إلى زاوية في بيته،قال:
فدخلنا فجعلنا نجول بأيدينا علَّنا نجده، فسبقت كف هارون إليه،فقال:
يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدًا من عذاب الله –عز وجل-! فقلت في نفسي:
ليكلمنه الليلة بكلام قوي من قلب تقي،قال:
خذ –رحمك الله- لمجيئنا إليك، وأعطاه مالا،فقال:
إن [عمر بن عبد العزيز] لما وليَ الخلافة دعا [سالم بن عبدالله]، [ومحمد بن كعب]، [ورجاء بن حيوة] فقال لهم:
إني قد ابتليت بهذا البلاء،فأشيروا عليَّ، فعدَّ الخلافة بلاء، وعددتها أنت نعمة، خذ مالك لا أريده، ثم واصل فقال:
قال له سالم: يعني قال سالم لعمر:
إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عنالدنيا، وليكن إفطارك منها الموت، وقال له محمد بن كعب:
إن أردت النجاة من عذابالله فليكن كبير المؤمنين لك أبًا، وأوسطهم أخًا، وأصغرهم ابنًا، ووقِّر أباك،وأكرم أخاك، واحنُ على ولدك.
وقال له رجاء:
إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إن شئت،وإني أقول لك يا أمير المؤمنين:
إني أخاف عليك أشد الخوف من يومتذلُّ فيه الأقدام، فهل معك -رحمك الله- من يشير عليك بمثل ذلك،فبكى هارون بكاءً شديدًا حتى غشي عليه،فقلت له:
ارفق بأمير المؤمنين،فقال:
يا ابن الربيع؛ تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا، إن النصح رفق، النصح رفق،أفاق الرشيد وقال:
زدني رحمك الله،فقال:
يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكا إليه،فكتب عمر عليه قائلا:
يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد، فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر فقال له عمر:
ما أقدمك؟ قال:
خلعت قلبي بكتابك، والله لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله -عز وجل-فبكى الرشيد بكاءً شديدًا،ثم قال:
زدني -رحمك الله- فقال:
يا حسن الوجه، أنت الذي سيسألك الله -عز وجل- عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقيَ هذا الوجه النار فافعل، وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك؛ فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أصبح لهم غاشًا لم يردرائحة الجنة"