جمرُ الهواجس ِ تحتَ الرمادْ ..

بينَ خيام ِ التخلفِ والجهلْ ..

وأنا افتتحتُ العصورَ بـ حلم ٍ لنْ يَتحَققْ !!

آآهٍ سرابْ ..

عذابكَ بِدْءٌ لا ينتهي ..

يضيقُ الخناقُ ولا ينتهي ..

جُدرانُ بيتيَ تحفظ ُ عن ظهر قلبٍ :

حُزنيَ العازفْ ..

وأنا بـ بابِ المشيئةِ واقفْ ..

مَهْدِي هو لحْدِي ..

وصوتيَ نازيّ ٌ ..

وصمتيَ نازفْ !!









في يوم ٍ عشتُ فيهِ ذكرياتِ العمرْ ..

بين قصاصاتِ الأوراق ِ وتحدياتِ النظرْ ..

مَرَرْتُ على السنين ِ وهي مفترشة ً أرضَ النسيان ..

ناثرة ً أمامها وقائعَ الأزمانْ ..

شيئاً بـ ثمنْ..

وشيئاً دون ثمنْ ..

يصرخونَ لـ عرض أمتعتهمْ ..


ما بين جرح ٍ وألمْ ..

وصناديقَ مثقلة ً بـ الهمومْ ..

تتراءى ملامحُ الضياع ِ على وجوههمْ ..

وتتراقصُ النيرانُ في أحداقهم

نظراً إلى قطراتِ ماءٍ تحمِلها قِنينتي ..

يعتصرونَ الثرى لـ يرتوون بـ كدَرهْ ..

ويحفرونَ بينَ الصخور بحثاً عن الراحة !!

يرسمونَ أوراقَ الشجر ِ بـ دمائهم ْعلى الحيطانْ ..

لـ يلعبَ أطفالهمْ :

بـ وهم ٍ من دماءْ ..

يتخيلون ثماراً :

بينَ تلكَ الأغصان ِ التي خَطتها أيدي الشقاءْ ..

ويَقطفونَ حُرُوفاً من خيالْ ..

وظِلالاً من شِدةِ الحرّ تحسبُها تِلالْ ..

يُشْعِلونَ ناراً في لفح ِ الهجيرْ ..

تعبيراً عن كرمهم الأرعنْ !!

ثمّ لا يجدونَ ما يُطعموا بهِ أطفالهم ..

سوى بكاءٍ في صمتْ ..

يَبيعونَ الفراقَ بـ ثمن الكذبْ !!

ويَشترونَ اللقاءَ بـ دموع الضحايا ..

يَتوارَى بعضُهم خلفَ ظِلهْ ..

ثمّ يَظهرونَ فجأة ً بينَ قصاصاتِ أوراقي ..

بعضُهمْ أخفاهُ وقعُ الـ آهِ من قلبي ..

وبعضُهمْ يُبقيهِ جَمرٌ قدْ كَوى جنبي ..

أَخَذتُ أقلـّـبُهُم بينَ حنايا الروحْ ..

وأعضّ على البنان ِ بـ نواجذ كـ أشواكِ السّلـَـمْ ..

تقتلني العُزلة ُ بـ ثواني الإنتظارْ ..

وتخنقني أضواءُ أمل ٍ :



طوّقتْ عُنقيَ كـ السوارْ ..

أحَدّثهُمْ ولا يُجيبونْ ..

وأسمعُ منهمْ ويا ليتهمْ كانوا يَسْمعونْ ..

تلكَ السنينُ التي :

انقضتْ كـ ومض ِ الشهابِ في السماءْ ..

كـ خمس ٍ وعشرينَ رفة ً بـ جناح ِ عُصفورْ ..

ينظرون إِليّ عَبرَ أوراقي ..

ويختفونَ خجلاً مني كـ النساء !!

فـ كمْ من عبرةٍ خنقوها بينَ الجُفونْ ..

وكم من آهٍ :

حكموا عليها بـ الإعدام ِ سجناً ..

بينَ ضلوعيَ قبلَ خروجها ..

كنتُ بينهم كـ وردةٍ في آخر ِ بستانْ ..

تَناسوا سُقياها ..

وماتتْ من حَرّ الصيفْ ..

أو كـ طفل ٍ لا يَستطيعُ إشعالَ النارْ ..

فـ يقتلهُ بردُ الشتاءْ ..

يا سنيناً أشبَهَ بـ ظلم ِ الليلْ ..

ويا سنيناً أشبهَ بـ ذراتِ ترابٍ جَرَفها السّيلْ ..

آلآن تأتينَ لـ تـُـحيي ذكرى جرح ٍ تكويهِ نيرانُـكـْ ؟؟

أمْ أتيتِ لـ تضعي آخرَ الأبياتِ في مَرثيةِ أفراحي ؟؟

أنا يا سنينيَ حرفٌ تناستهُ السطورْ ..

ونَبذتهُ اللغاتْ ..

وأعْيَتْ جميعُ المخلوقاتِ :

أنْ تَجدَ ترتيبهُ بَينَ حُروفِ العذابْ ..

أنا يا سنينيَ رجلٌ خـُـلِـقَ مِن طينْ ..

ولكنني حَملتُ هَماً ..

رَفضتِ الجبالُ أنْ تُساعِدَني في حَملهْ ..

لا أنْ تحملهُ بـ مُفرَدِها ..

أنا يا سنينيَ أسطورة ٌ أسميتها :

" عاصِمَة ُ الأحْزانْ "

طرُقاتها جَماجمٌ تصرخُ في صمتْ ..

ومعالمها :

هياكلَ مصلوبة ً على أعمدةِ المداخنْ !!

أنا مَلِكٌ فيها دونَ شعبٍ أحكمهُ سوى الدموعْ ..

وسلطانٌ لها :

دونَ جيش ٍ يتبعني سوى عواطفي ..

عواطفي التي تلعبُ بها الأنسامُ الرقيقة ..

لـ تثورَ جيّاشة ً كـ بركان ٍ يسبقهُ زلزال !!

أنا يا سنينيَ :

ُ أجازَى قبلَ أنْ أرتكبَ الذنوبْ ..

فـ أيّ شرع ٍ قدْ حكم َعليّ بـ ذلك !!

نصبتُ عرشيَ على فوهةِ الجحيم ِ لـ يُدْفِئَني ..

وأراني أحترقُ بهْ ..

ويأبَى حظيَ أن يندبني !!

أنا يا سنينيَ :

روحٌ تسكنُ الطيورَ ..

لـ تهاجرَ صيفاً ..

ثمّ ترجعُ قبلَ الشتاءِ :

بـ موتٍ جديدْ ..

وجرح ٍ جديدْ ..

وألم ٍ جديدٍ أقوى مِن الخاتِمَة !!

وقبلَ انفجار ِ ندائيَ أيتها السنين :

أنا المُنادِي ..

وأنا المُنادَى !!

وأنا :

اشتعلتُ ..

انطفأتُ

ابتدأتُ ..

انكفأتْ ..

وسنينيَ اكتشفتِ البلادَ ..

وآثرتِ الابتعادْ !!

ويُؤجلني الموتْ :

لـ تمسحَ جسميَ بـ الزيتِ ..

كاهنة ً كرّسَتْها سنينيَ لـ أجلي ..

وتـُـولدُ في البحر ِ والبرّ :

عاصفة ً لا تـُـسَمّى ..

وتزحفُ في جسدِ الأرضِ حمى ..

لـ أنهضَ فيها كَسِـيحاً ..

وأبصِرَ فيها كـ أعمَى !!

وحوليَ سنينٌ غرائبْ ..

يَفعلونَ بـ مستقبليَ العجائبْ ..

وأنا على مُلتقى الليل ِ بـ الفجرْ ..

والبحر ِ بـ البرّ ..

والجهر ِ بـ السرّ :

أفتحُ بابَ السؤال ِ الكبيرْ ..

وأغلـِـق بابَ الجوابِ الأخيرْ ..

لـ أكونَ في سنينيَ مُجرّدَ :

طيفٍ مِنْ خَيالْ !!









!.! ~ .. قـَـلـَـمـٌـ مـِـنـْـ نـَـارْ .. ~