الكتابة على علبة السجائر
كان أمير الشعر شوقي يكتب على علبة السجائر خاصة أبيات الشعر التي يُلهم بها في أي حين، يسجلّها حتى لا تضيع في معمعة الحياة، ودوامة النسيان. فلكل منّا قانونه الخاص، ومنهاجه الذي يمنطق به الأشياء من حوله، فيأتي ذلك المنهج في صورة شذرات نعبّر بها عن مكنون الحياة ومعانيها، الأشخاص والعلاقات، التصرّفات ومردودها .. تلك الشذرات التي تصنع دستورك الخاص، الذي يتحوّل للعام بمجرّد كتابته.. أضعها بين أيديكم، رغم عدم حوزتي يوماً لعلبة سجائر!
السعادة ليست مهمة يتم تحقيقها أو التخطيط لها، إنمّا هي البهجة التي تصبغ كل ما يُحيطك، وتجعلك منتشياً طوال الوقت، مكتفي ذاتياً من الطعام والشراب والحديث أحياناً.. إن السعادة هي الحياة، فعشها، ولا تترك جزءً منها.
عندما أغتم، أتذكّر لحظة مفرحة أتغلّب بها على أحزاني. أتعرّف على الذي أدخل عليّ الفرحة سابقاً، وأثق بأنّه سيدخلها عليّ من جديد ليمحو بها حزني. أتذكّر الله.
ما أصعب الاشتياق!. شعور ممض أن تحتاج لمن تشتاق إليه ولا تعرف كيف الوصول؟. إمّا لفراق أو لكيلومترات أو لموت. إنّه ليس فقط إحساس بالاحتياج، ولكنه إحساس بالفشل في الوصول.
البحث عن الحب يقودنا لتعثّر الخطى. لا تبحث عنه، وهو سيهتدي إليك وحده.
يصبح الحب حقيقياً إن انزوى الشعور به، وبرز التصرّف على أساسه.
لقد ضاقت بي السبل، وأحسست بجدران حجرتي تعصرني ولا تحتويني. القريب مني بعيد، والبعيد عني قريب. السواد يكتنف محيطي، وكياني بدأ في التحلل. مرارة الفشل تغص حلقي، وتعوّد الأشياء يقتل بهجتي. الحرمان يؤرقني، والحنين يقتلني. نظرت للسماء، ورفعت كفيّ وقلت يا الله، ناجيت ربي، خاطبته بكل هواجسي، سألته كل ما ينقصني. فإذا بالسكينة تغمرني، والاطمئنان يتسلل لعقلي، واليقين ينسرب لقلبي، فلا أفكّر إلا في غدي، كيف أعيشه.
انتظار المنح من الدنيا يفضي بك للسلب، وطرح الدنيا جانباً يفضى بك للعطايا.
الصديق الذي لا يفهم صديقه لا يكون صديقاً، فإنك إن نظرت للمرآة سينجلي وجهك. وهكذا الصديق؛ إن نظرت إليه لابد أن تنجلي فكرتك.
قوة الذاكرة عبء على صاحبها، تثقله بالحوادث، وتكبلّه بالمآسي، وتقيّده بالأشخاص.
ضعف الذاكرة يجعل الشخص أميّاً، بلا معرفة.
الإقدام على الأمر مصحوباً بالندامة؛ يفسده. فإن الإقدام على أي أمر – وإن ساء – شجاعة يجب أن تتغلّب على جبن الندم.
الشعور بالمهانة في طريق الحرية، أكرم من ابتلاع العطايا بربقة الذل.
أقحمت جسدي بجسم المرآة.. علقت روحي بداخلها. لم تستطع الهرب. فقد سُجنت بتهمة التبديل.
الارتكان للضعف في حضرة القوة، وتلبّس القوة في حالة الضعف، يقترب بالإنسان من الكمال البشري.
البحث عن الإجابات ليس ضرورياً عندما يبزغ إرهاق الأسئلة. فالهرب ليس ضعفاً، وإنمّا نصف الشجاعة.
أحس الغربة، وأنا على أرض مهدي، وأشعر بالحنين وأنا بين أحبتي، وأتجرّع الجفاف رغم الارتواء. ما أقسى الحياة التي نفقد فيها الإحساس بالأشياء.
عندما أريد أن أمارس حريتي ، أمسك بالقلم وأكتب.
الكتابة :هي الفعل الوحيد الذي معه، أرفرف بجناحين في السماء لا ألوي على شيء، ولايعيقني أحد فأطير.
’,