سمنة الطفولة ، طرق تجنب سمنة الطفولة
بين الصواب والخطأ
د. عبد الحفيظ خوجة*
* سمنة الطفولةِ .. وباء يتحمله الوالدان > من الأخطاء الشائعة بين الآباء والأمهات عدم الاكتراث بسلوكيات الأطفال اليومية سواء الغذائية منها أو ممارسة الرياضة البدنية، فيسمحون لهم بتناول ما لذ وطاب من الأكلات الدسمة المشبعة بالدهون إضافة الى الحلويات بأنواعها، ويفرحون لبقائهم في غرفهم منهمكين في الألعاب الإلكترونية التي تمتد لساعات تنتهي بخلودهم الى النوم. وتكون المفاجأة زيادة مطردة في وزن الطفل. والخطأ الآخر أنهم يعتبرون هذه الزيادة من اكتمال الصحة وتمامها. وتكون الصاعقة بعد ذلك في إصابتهم بتبعات السمنة من أمراض مختلفة وأخطرها داء السكري وأمراض القلب وغيرها.
إن عدم ممارسة الأنشطة البدنية مطلقاً أو ممارستها بمعدلات منخفضة تَلْعبُ دورَاً مهمَاً في تطويرِ السمنةِ في مرحلة الطفولةِ.
هناك دراسة بريطانية أجريت مؤخراً في جامعة بريستول بغرض المقَارنة بين كميةَ الدهنِ في الأطفالِ ومستويات النشاطِ البدني الذي يمارسونه. وقد أجريت الدراسة على حوالي 5500 طفلِ. إستعمل الباحثون في هذه الدراسة تقنيات خاصّة لقياس كتلةِ الدهن والطاقةِ المستخدمة والمتعلّقة بِالنشاطَ البدني. وأثبتت نتائج الدراسة وبما لا يدع مجالا للشك أن كتلتة الدهن كانت عالية عند الأطفال الأقل نشاطاً. وكان هذا التأثيرِ أكثر وضوحاً عند الأولادِ عن البناتِ، كما وجد أن العلاقة الاحصائية بين كتلةِ الدهن ومستويات النشاطِ المنخفضةِ كَانتْ أعلى عند الذين لم يمارسوا الأنشطة الشديدة والمتوسطة عن العادية.
إن نتائج هذه الدراسة ذات مدلول كبير لمستقبل صحة الأطفال، وتدعوهم من خلال عناية الوالدين الى أن يَكُونوا أكثرَ نشاطاً وحركة في سبيل مُحَارَبَة وباءِ السمنةِ في مرحلة الطفولةَ.
تفاصيل هذه الدراسةَ مَنْشُورة في عدد هذا الشهر من مجلة الطبِّ the journal PLoS Medicine
* سكري الأطفال والوراثة والعادات الغذائية > الوراثة ليست المسؤول الوحيد عن سكري الأطفال بل العادات الغذائية أيضاً. من الأخطاء الشائعة عند الوالدين، على المستوى العالمي وكذلك الخليجي والمحلي، عدم الاكتراث للتغيرات البيئية التي تتعرض لها كافة مجتمعات العالم والتفاعل معها والوقوف ضدها وأيضاً إحجام عدد كبير من الأمهات، وخاصة في البلاد الأوروبية والأميركية عن إرضاع أطفالهن بصورة طبيعية ( أي من أثدائهن). إن لهذا السلوك مضاعفات خطيرة على صحة الأطفال.
وقد يكون ذلك أحد العوامل الرئيسة وراء اصابة الأطفال بالأمراض المزمنة ومنها الانتشار المذهل لمرض السكري عند الأطفال. وهذا ما أشارت إليه دراسة صدرت مؤخرا في بريطانيا من أن أعداد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة والمصابين بداء السكري قد تزايدت بصورة كبيرة على مدى العقدين الماضيين. وتضاعف عدد من يعانون من هذا الداء خمس مرات، بمعنى أن طفلا واحدا من بين كل الف طفل في بريطانيا يعاني حالياً من المرض. وبالتحديد هناك قرابة مليونين ونصف المليون شخص يعانون من مرض السكري بنوعيه في بريطانيا، منهم حوالي 250 ألف شخص يعاني من النوع المعتمد على الانسولين والذي يعرف بظهوره في مرحلة الصغر وانتشاره وراثيا من جيل لجيل. وتقول الباحثة البريطانية بولي بينجلي، والتي قادت فريق البحث في الدراسة الأخيرة بجامعة بريستول، إن المرض ينتشر بمعدل كبير بين اطفال العالم وان الأرقام تشير إلى ان العوامل الوراثية ليست المسؤولة بمفردها عن هذا، بل إن تغير العادات الغذائية لأساليب غير صحية وادخال العديد من الوجبات السريعة فيها يشكل احد العوامل، كما ان تعرض الأطفال لأنواع محدودة من الجراثيم، نتيجة تحسن العناية والرعاية الصحية، قد يؤثر في قوة مناعتهم مما يضعفهم أمام مرض السكري ويكون وراء الانتشار السريع للمرض. وقد يتشابه الوضع في دول الخليج بهذه النتائج إن لم يكن أكثر تردياً، فهناك من الدراسات المماثلة ما يشير إلى أن نسبة الاصابة بمرض السكري قد ارتفعت ما بين 17-24 % حسب الدولة والمنطقة والبيئة.
* حذار من التدخين السلبي > من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات عدم الاكتراث لصحة الآخرين من قبل المدخنين وأن هناك الكثيرين من غير المدخنين في حالة لا تسمح لهم بتحمل الآثار المضرة للتدخين السلبي. ولا زال هناك نوع من التراخي الشديد لتطبيق الأنظمة والإجراءات المتخذة من قبل المسؤولين لحماية صحة غير المدخين.
إن نصف عدد سكان العالم تقريباً لا يدخنون، ولكنهم يعيشون مع مدخنين ويستنشقون دخان سجائرهم ويتعرضون للعديد من المشاكل الصحية، وأخطرها سرطان الرئة وأمراض القلب والدورة الدموية لدى البالغين. لفت نظري ما جاء في تقرير سابق للجمعية الطبية البريطانية من أرقام وإحصاءات مخيفة عن المعرضين للخطر بسبب التدخين السلبي، ومنهم: ثمانية ملايين مريض مصاب بأمراض الرئة. مليونان يعانون من متاعب في القلب. مليون وثلاثمئة ألف قد تعرضوا لأزمة قلبية. ثلاثمئة ألف أصيبوا بالجلطة. وهناك نحو ثلاثة أرباع مليون إمرأة حامل معرضة للاصابة بأخطار التدخين. وأكثر من مليون ونصف المليون طفل مصابون بالربو، هم أيضاً عرضة لمخاطر التدخين. إضافة الى موت المهد وإصابات الجهاز التنفسي للمولودين من أمهات مدخنات. إذن نحن في حاجة ماسة لتفعيل ما صدر من قرارات نحو الحد من التدخين وسن قوانين لحماية غير المدخنين من مخاطر التدخين السلبي.
أما بالنسبة للمصرين على التدخين فالمطلوب منهم عدم التدخين في مقرات العمل والأماكن العامة، مساهمة في الحد من انتشار الأمراض الخطيرة للتدخين مثل السرطان وأمراض القلب. وتبقى المسؤولية عالقة في رقاب الآباء والأمهات في حماية أطفالهم من أضرار التدخين السلبي بابعادهم عن أماكن التدخين واختيار الأماكن التي يمنع فيها التدخين
د. عبد الحفيظ خوجة*
* سمنة الطفولةِ .. وباء يتحمله الوالدان > من الأخطاء الشائعة بين الآباء والأمهات عدم الاكتراث بسلوكيات الأطفال اليومية سواء الغذائية منها أو ممارسة الرياضة البدنية، فيسمحون لهم بتناول ما لذ وطاب من الأكلات الدسمة المشبعة بالدهون إضافة الى الحلويات بأنواعها، ويفرحون لبقائهم في غرفهم منهمكين في الألعاب الإلكترونية التي تمتد لساعات تنتهي بخلودهم الى النوم. وتكون المفاجأة زيادة مطردة في وزن الطفل. والخطأ الآخر أنهم يعتبرون هذه الزيادة من اكتمال الصحة وتمامها. وتكون الصاعقة بعد ذلك في إصابتهم بتبعات السمنة من أمراض مختلفة وأخطرها داء السكري وأمراض القلب وغيرها.
إن عدم ممارسة الأنشطة البدنية مطلقاً أو ممارستها بمعدلات منخفضة تَلْعبُ دورَاً مهمَاً في تطويرِ السمنةِ في مرحلة الطفولةِ.
هناك دراسة بريطانية أجريت مؤخراً في جامعة بريستول بغرض المقَارنة بين كميةَ الدهنِ في الأطفالِ ومستويات النشاطِ البدني الذي يمارسونه. وقد أجريت الدراسة على حوالي 5500 طفلِ. إستعمل الباحثون في هذه الدراسة تقنيات خاصّة لقياس كتلةِ الدهن والطاقةِ المستخدمة والمتعلّقة بِالنشاطَ البدني. وأثبتت نتائج الدراسة وبما لا يدع مجالا للشك أن كتلتة الدهن كانت عالية عند الأطفال الأقل نشاطاً. وكان هذا التأثيرِ أكثر وضوحاً عند الأولادِ عن البناتِ، كما وجد أن العلاقة الاحصائية بين كتلةِ الدهن ومستويات النشاطِ المنخفضةِ كَانتْ أعلى عند الذين لم يمارسوا الأنشطة الشديدة والمتوسطة عن العادية.
إن نتائج هذه الدراسة ذات مدلول كبير لمستقبل صحة الأطفال، وتدعوهم من خلال عناية الوالدين الى أن يَكُونوا أكثرَ نشاطاً وحركة في سبيل مُحَارَبَة وباءِ السمنةِ في مرحلة الطفولةَ.
تفاصيل هذه الدراسةَ مَنْشُورة في عدد هذا الشهر من مجلة الطبِّ the journal PLoS Medicine
* سكري الأطفال والوراثة والعادات الغذائية > الوراثة ليست المسؤول الوحيد عن سكري الأطفال بل العادات الغذائية أيضاً. من الأخطاء الشائعة عند الوالدين، على المستوى العالمي وكذلك الخليجي والمحلي، عدم الاكتراث للتغيرات البيئية التي تتعرض لها كافة مجتمعات العالم والتفاعل معها والوقوف ضدها وأيضاً إحجام عدد كبير من الأمهات، وخاصة في البلاد الأوروبية والأميركية عن إرضاع أطفالهن بصورة طبيعية ( أي من أثدائهن). إن لهذا السلوك مضاعفات خطيرة على صحة الأطفال.
وقد يكون ذلك أحد العوامل الرئيسة وراء اصابة الأطفال بالأمراض المزمنة ومنها الانتشار المذهل لمرض السكري عند الأطفال. وهذا ما أشارت إليه دراسة صدرت مؤخرا في بريطانيا من أن أعداد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة والمصابين بداء السكري قد تزايدت بصورة كبيرة على مدى العقدين الماضيين. وتضاعف عدد من يعانون من هذا الداء خمس مرات، بمعنى أن طفلا واحدا من بين كل الف طفل في بريطانيا يعاني حالياً من المرض. وبالتحديد هناك قرابة مليونين ونصف المليون شخص يعانون من مرض السكري بنوعيه في بريطانيا، منهم حوالي 250 ألف شخص يعاني من النوع المعتمد على الانسولين والذي يعرف بظهوره في مرحلة الصغر وانتشاره وراثيا من جيل لجيل. وتقول الباحثة البريطانية بولي بينجلي، والتي قادت فريق البحث في الدراسة الأخيرة بجامعة بريستول، إن المرض ينتشر بمعدل كبير بين اطفال العالم وان الأرقام تشير إلى ان العوامل الوراثية ليست المسؤولة بمفردها عن هذا، بل إن تغير العادات الغذائية لأساليب غير صحية وادخال العديد من الوجبات السريعة فيها يشكل احد العوامل، كما ان تعرض الأطفال لأنواع محدودة من الجراثيم، نتيجة تحسن العناية والرعاية الصحية، قد يؤثر في قوة مناعتهم مما يضعفهم أمام مرض السكري ويكون وراء الانتشار السريع للمرض. وقد يتشابه الوضع في دول الخليج بهذه النتائج إن لم يكن أكثر تردياً، فهناك من الدراسات المماثلة ما يشير إلى أن نسبة الاصابة بمرض السكري قد ارتفعت ما بين 17-24 % حسب الدولة والمنطقة والبيئة.
* حذار من التدخين السلبي > من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات عدم الاكتراث لصحة الآخرين من قبل المدخنين وأن هناك الكثيرين من غير المدخنين في حالة لا تسمح لهم بتحمل الآثار المضرة للتدخين السلبي. ولا زال هناك نوع من التراخي الشديد لتطبيق الأنظمة والإجراءات المتخذة من قبل المسؤولين لحماية صحة غير المدخين.
إن نصف عدد سكان العالم تقريباً لا يدخنون، ولكنهم يعيشون مع مدخنين ويستنشقون دخان سجائرهم ويتعرضون للعديد من المشاكل الصحية، وأخطرها سرطان الرئة وأمراض القلب والدورة الدموية لدى البالغين. لفت نظري ما جاء في تقرير سابق للجمعية الطبية البريطانية من أرقام وإحصاءات مخيفة عن المعرضين للخطر بسبب التدخين السلبي، ومنهم: ثمانية ملايين مريض مصاب بأمراض الرئة. مليونان يعانون من متاعب في القلب. مليون وثلاثمئة ألف قد تعرضوا لأزمة قلبية. ثلاثمئة ألف أصيبوا بالجلطة. وهناك نحو ثلاثة أرباع مليون إمرأة حامل معرضة للاصابة بأخطار التدخين. وأكثر من مليون ونصف المليون طفل مصابون بالربو، هم أيضاً عرضة لمخاطر التدخين. إضافة الى موت المهد وإصابات الجهاز التنفسي للمولودين من أمهات مدخنات. إذن نحن في حاجة ماسة لتفعيل ما صدر من قرارات نحو الحد من التدخين وسن قوانين لحماية غير المدخنين من مخاطر التدخين السلبي.
أما بالنسبة للمصرين على التدخين فالمطلوب منهم عدم التدخين في مقرات العمل والأماكن العامة، مساهمة في الحد من انتشار الأمراض الخطيرة للتدخين مثل السرطان وأمراض القلب. وتبقى المسؤولية عالقة في رقاب الآباء والأمهات في حماية أطفالهم من أضرار التدخين السلبي بابعادهم عن أماكن التدخين واختيار الأماكن التي يمنع فيها التدخين