الخلافات الزوجية ، انواع الشخصيات امام المشاكل الزوجية
إن لكل منا شخصيته وأسلوبه في التعامل مع المشاكل الزوجية
وفي علم النفس درست أن الانسان عندما يواجه مشكلة أو خطرًا فإنه يتعامل معها بإحدى طريقتين:
إما الهجوم "الصراع" أو الهروب "الانسحاب"
حالة الهجوم:
فأما الهجوم فيظهر في شكل السخرية أو الاستهزاء أو مهاجمة الشخص، أو قد يتخذ الصورة الأسوأ، وهي ذكر عيوب شريك الحياة أمامه أو أمام الآخرين في غيبته ولنرى هذا الموقف:
دعت ثريا بعض الضيوف دون أن تشاور زوجها زكريا فدار بينهما الحوار التالي:
زكريا: لماذا فعلت هذا؟
ثريا في حالة دفاع: ولماذا إنك دوما لا تشاورني في الأمور إنك دعوت صديقك إلى العشاء الجمعة الماضية من غير أن تسألني.
زكريا: انتظري دقيقة إنني....
ثريا: لا تقاطعني في الكلام.
زكريا: إنك تضطريني لمقاطعتك؛ لأنك دومًا تكثرين الكلام.
ثريا: لا أدري متى ستنضج إنك كالولد الكبير.
زكريا: وأنت كوالدتك تمامًا.
ثريا: وما هو العيب في والدتي؟
زكريا: انها دومًا تحاول فرض رأيها على الآخرين وأنت تفعلين مثلها.
ثريا: الآن ظهرت الحقيقة أنني لن أبقى في هذا المكان.
زكريا: إنك تعلمين أين الباب وأنا لن أمنعك.
ثريا "خارجة من المطبخ بغضب ": لا أريد أن أراك ثانية.
حالة الانسحاب أو الهروب:
وفيها يتجنب الشريك المشاكل والخلافات مع الطرف الآخر وقد يظهر (في شكل إحساس بالصداع أو الانشغال بأنشطة بعيدة مثل: متابعة الأحداث الرياضية أو ربما ممارسة بعض الأنشطة الضارة، أو الإسراف في تعاطي الحبوب المهدئة ... أو الاستغراق في العمل...أو ..أو.. فطرق التجنب لا نهاية لها) [النساء لا يسمعن ما لا يقوله الرجال، د. وارين فاريل، ص(36-37)].
فعند مناقشة مشكلة أو خلاف تقول الزوجة مثلًا، لا أستطيع مناقشة هذا الأمر الآن فأنا مضطرة إلى اخراج البطاطس من الفرن.
أو ربما يقول الزوج: لا أستطيع إكمال هذا النقاش فعندي موعد مع أصدقائي، ولا يقصد كلا الزوجين من ذلك إلا التهرب من المناقشة وتفادي الخلاف.
ولاشك أن عادة تفادي الخلاف هذه (تصنع جوًا كاذبًا من الوئام والسلام... وتجدر الإشارة إلى أن هناك زيجات استمرت لفترة طويلة، ولكن الزوجين فيها نادرًا ما يتناقشان في الأمور التي تهمهما فعلًا .. وعندما يقع الخلاف نجد بعض الأزواج ينعزل، ويمتنع عن ذكر أي شيء وهناك بعض الأزواج الآخرين يلجئون إلى تغيير الموضوع أو ينسحبون من النقاش... وعلى السطح قد يبدو أن العلاقة تتسم بالوئام، ولكن الحقيقة غير ذلك) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري، ص(569)، بتصرف يسير].
نعم إن التزام السكوت أمام هذه الخلافات قد يؤدي إلى تخفيف حدة النزاع أو تجنبه، ولكن لا يدوم الحال طويلًا، حيث يتم تأجيل الخلافات لبعض الوقت وسرعان ما يشتعل البركان من جديد عند أدنى اصطدام لأن (المشكلة الكبرى في هذا التجنب أنه لا يقوم بأكثر من إخفاء التوتر تحت السطح، أو تأجيله إلى وقت آخر يظهر فيه وربما بشكل آخر كالانفجار العنيف وبشكل تصعب السيطرة عليه ...) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص(186)، بتصرف].
وعلى كل حال فعندما يقع الخلاف بين الزوجين فإن أمامهما ثلاثة خيارات: الشجار أو تجنب موضوع الخلاف أو حل المشكلة.
· فإذا اختار الزوجان الشجار، فسيجدا طاقاتهما كلها موجهة نحو محاولة إثبات من كان على حق ومن كان على باطل، ويظل بذلك الخلاف باقيًا.
· أما اذا اختار الزوجان تجنب الموضوع، فسيظهر الخلاف مرة أخرى، وقد يكون أكثر عمقًا وقوة.
· إن اختيار حل المشكلة، هو في واقع الأمر البديل الوحيد الذكي لمعالجة الخلاف.
صور من الخلافات الزوجية:
1-عن أنس قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادمة، فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: "غارت أمكم"، ثم أتى بصحفة من عند التي هو عندها فدفع الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه) [رواه البخارى].
2- وأظن أنه لو أن أحدًا من الرجال فعلت زوجته ذلك أمامه لم تسلم من شتمه أو ربما ضربه أو ... بينما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "غارت أمكم".
3-في يوم (جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت فاطمة فلم يجد عليًا فقال: أين ابن عمك؟ فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: انظر أين هو؟ فقال: هو في المسجد راقد فجاءه وهو مضطجع وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قم يا أبا تراب ... قم يا أبا تراب"، قال راوي الحديث سهل بن سعد: و ما كان له اسم أحب إليه منه) [رواه البخاري ومسلم].
ويمكن أن نلاحظ في القصة السابقة كيف أن السيدة فاطمة (لم تخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطبيعة الخلاف مع زوجها بل كل ما أعلمته إياه هو وجود خلاف فحسب، كما يتبين حسن تصرف علي بن أبي طالب الذي لم يدع مجالًا لاتساع شقة الخلاف والغضب، فترك زوجته وذهب إلى أفضل مكان ترتاح فيه الأعصاب وتصفو النفوس) [فن العلاقات الزوجية في ضوء القرآن والسنة، محمد الخشت، ص(139)].
إن لكل منا شخصيته وأسلوبه في التعامل مع المشاكل الزوجية
وفي علم النفس درست أن الانسان عندما يواجه مشكلة أو خطرًا فإنه يتعامل معها بإحدى طريقتين:
إما الهجوم "الصراع" أو الهروب "الانسحاب"
حالة الهجوم:
فأما الهجوم فيظهر في شكل السخرية أو الاستهزاء أو مهاجمة الشخص، أو قد يتخذ الصورة الأسوأ، وهي ذكر عيوب شريك الحياة أمامه أو أمام الآخرين في غيبته ولنرى هذا الموقف:
دعت ثريا بعض الضيوف دون أن تشاور زوجها زكريا فدار بينهما الحوار التالي:
زكريا: لماذا فعلت هذا؟
ثريا في حالة دفاع: ولماذا إنك دوما لا تشاورني في الأمور إنك دعوت صديقك إلى العشاء الجمعة الماضية من غير أن تسألني.
زكريا: انتظري دقيقة إنني....
ثريا: لا تقاطعني في الكلام.
زكريا: إنك تضطريني لمقاطعتك؛ لأنك دومًا تكثرين الكلام.
ثريا: لا أدري متى ستنضج إنك كالولد الكبير.
زكريا: وأنت كوالدتك تمامًا.
ثريا: وما هو العيب في والدتي؟
زكريا: انها دومًا تحاول فرض رأيها على الآخرين وأنت تفعلين مثلها.
ثريا: الآن ظهرت الحقيقة أنني لن أبقى في هذا المكان.
زكريا: إنك تعلمين أين الباب وأنا لن أمنعك.
ثريا "خارجة من المطبخ بغضب ": لا أريد أن أراك ثانية.
حالة الانسحاب أو الهروب:
وفيها يتجنب الشريك المشاكل والخلافات مع الطرف الآخر وقد يظهر (في شكل إحساس بالصداع أو الانشغال بأنشطة بعيدة مثل: متابعة الأحداث الرياضية أو ربما ممارسة بعض الأنشطة الضارة، أو الإسراف في تعاطي الحبوب المهدئة ... أو الاستغراق في العمل...أو ..أو.. فطرق التجنب لا نهاية لها) [النساء لا يسمعن ما لا يقوله الرجال، د. وارين فاريل، ص(36-37)].
فعند مناقشة مشكلة أو خلاف تقول الزوجة مثلًا، لا أستطيع مناقشة هذا الأمر الآن فأنا مضطرة إلى اخراج البطاطس من الفرن.
أو ربما يقول الزوج: لا أستطيع إكمال هذا النقاش فعندي موعد مع أصدقائي، ولا يقصد كلا الزوجين من ذلك إلا التهرب من المناقشة وتفادي الخلاف.
ولاشك أن عادة تفادي الخلاف هذه (تصنع جوًا كاذبًا من الوئام والسلام... وتجدر الإشارة إلى أن هناك زيجات استمرت لفترة طويلة، ولكن الزوجين فيها نادرًا ما يتناقشان في الأمور التي تهمهما فعلًا .. وعندما يقع الخلاف نجد بعض الأزواج ينعزل، ويمتنع عن ذكر أي شيء وهناك بعض الأزواج الآخرين يلجئون إلى تغيير الموضوع أو ينسحبون من النقاش... وعلى السطح قد يبدو أن العلاقة تتسم بالوئام، ولكن الحقيقة غير ذلك) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري، ص(569)، بتصرف يسير].
نعم إن التزام السكوت أمام هذه الخلافات قد يؤدي إلى تخفيف حدة النزاع أو تجنبه، ولكن لا يدوم الحال طويلًا، حيث يتم تأجيل الخلافات لبعض الوقت وسرعان ما يشتعل البركان من جديد عند أدنى اصطدام لأن (المشكلة الكبرى في هذا التجنب أنه لا يقوم بأكثر من إخفاء التوتر تحت السطح، أو تأجيله إلى وقت آخر يظهر فيه وربما بشكل آخر كالانفجار العنيف وبشكل تصعب السيطرة عليه ...) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص(186)، بتصرف].
وعلى كل حال فعندما يقع الخلاف بين الزوجين فإن أمامهما ثلاثة خيارات: الشجار أو تجنب موضوع الخلاف أو حل المشكلة.
· فإذا اختار الزوجان الشجار، فسيجدا طاقاتهما كلها موجهة نحو محاولة إثبات من كان على حق ومن كان على باطل، ويظل بذلك الخلاف باقيًا.
· أما اذا اختار الزوجان تجنب الموضوع، فسيظهر الخلاف مرة أخرى، وقد يكون أكثر عمقًا وقوة.
· إن اختيار حل المشكلة، هو في واقع الأمر البديل الوحيد الذكي لمعالجة الخلاف.
صور من الخلافات الزوجية:
1-عن أنس قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادمة، فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: "غارت أمكم"، ثم أتى بصحفة من عند التي هو عندها فدفع الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه) [رواه البخارى].
2- وأظن أنه لو أن أحدًا من الرجال فعلت زوجته ذلك أمامه لم تسلم من شتمه أو ربما ضربه أو ... بينما اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "غارت أمكم".
3-في يوم (جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت فاطمة فلم يجد عليًا فقال: أين ابن عمك؟ فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: انظر أين هو؟ فقال: هو في المسجد راقد فجاءه وهو مضطجع وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قم يا أبا تراب ... قم يا أبا تراب"، قال راوي الحديث سهل بن سعد: و ما كان له اسم أحب إليه منه) [رواه البخاري ومسلم].
ويمكن أن نلاحظ في القصة السابقة كيف أن السيدة فاطمة (لم تخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطبيعة الخلاف مع زوجها بل كل ما أعلمته إياه هو وجود خلاف فحسب، كما يتبين حسن تصرف علي بن أبي طالب الذي لم يدع مجالًا لاتساع شقة الخلاف والغضب، فترك زوجته وذهب إلى أفضل مكان ترتاح فيه الأعصاب وتصفو النفوس) [فن العلاقات الزوجية في ضوء القرآن والسنة، محمد الخشت، ص(139)].