البنات والخوف من الدورة الشهرية الأولى
صارحتنا صديقتنا القارئة فتون، 14 عاماً، بأنها خائفة من اللحظة التي سوف تزورها فيها الدورة الشهرية لأول مرة في حياتها، وقالت لنا بأن أكثر ما يخيفها في الموضوع «الدماء والألم» والحرج الذي قد يصيبها لو ترك ذلك أثراً على ثيابها أمام الناس أو ما شابه.. ونحن اليوم نطمئن كل صديقاتنا العصفورات اللاتي لم يخضن تجربة الدورة الشهرية حتى الآن، ففي اللحظة التي ترين فيها دماءك الأولى، يجب أن تشعري بأنكِ طبيعية جداً، والخوف لا يجب أن تشعري به إلا إذا بلغت سن الخامسة عشرة وأنتِ لم تبلغي الحيض.. فهو العلامة الفارقة في نموك والنقلة الصحية الحقيقية في حياتك من الطفولة إلى الصبا والنضج والأنوثة اليافعة.
الكثير من الفتيات المراهقات يعتبرنها مزعجة ومخيفة، ولكن سنتفق اليوم أن ننظر لها من منظور مختلف، فهي ليست مجرد دماء تخرج منك وتسبب لك الآلام والاضطرابات، وتجعلك طريحة الفراش، وإنما هي علامة الأنوثة والخصوبة والقدرة على الإنجاب.. ولكي نستطيع أن ننظر لها بشكل جديد يجب أن نتعرف أولاً على تعريفها:
الدورة الشهرية: هي تغيرات تحدث في بطانة الرحم عند المرأة أثناء السنوات التي يمكن الإنجاب فيها وتؤدي إلى نزول الطمث (دم الحيض).
وهذا يعني، كما سبق واتفقنا، أنها علامة من علامات الخصوبة والإنجاب، بل أقوى علامة على ذلك، وهذا سبب كاف وقوي جداً كي لا نتضايق ونقلق منها، فقديماً كانوا يطلقون على دم الدورة الشهرية «دموع الرحم الحزين» والمقصد من هذه التسمية أن الرحم حزين لأنه لم يحدث حمل!
تختلف كل فتاة عن أخرى في موعد بدء الحيض، ولكنه غالباً يتراوح ما بين العاشرة والخامسة عشرة.. وأحياناً يكون الاختلاف بين بلد وآخر، فالفتيات في المناطق ذات المناخ الحار، كدول الخليج العربي، يكون فيها سن البلوغ مبكراً أكثر من غيرها من الدول المعتدلة أو الباردة.
والأمر ينطبق أيضاً على مدة نزول دم الدورة الشهرية، فأقلها يومان وأكثرها 14 يوماً، والأغلبية تتراوح بين 5 و7 أيام، إذ لا علاقة لغزارة الدماء بشكل الجسم أو بحجمه، فالعوامل الوراثية هي التي تلعب الدور الأكبر.
ولا ننسى أن للأم دوراً بالغ الأهمية في حياة ابنتها قبل وأثناء البلوغ، حيث ينبغي عليها أن تتولى أمر توعيتها وتنويرها بحقيقة الدورة الشهرية ومتابعتها قبل البلوغ وبعده، لا يجب أن تفرح الأم بتأخر الطمث على ابنتها، أو تبدي انزعاجها من بلوغ ابنتها، فالأولى دليل على مشكلة صحية حقيقية تستدعي زيارة الطبيب، والثانية قد تؤثر سلباً على مشاعر الفتاة تجاه الدورة الشهرية، الفتاة كذلك يجب عليها عدم إخفاء أي حقائق متعلقة عن والدتها.